صحفي ومعلّق سياسي لبناني، مؤلف مشتغل بالسير الذاتية وتاريخ دول وأحزاب المشرق. bit.ly/HazemSaghieh حساب اقتباسات

Beirut
Joined September 2021
حدا بيصيرلو يقاوم بيعيش بسلام؟!
لكنّ الشيء المؤكّد أنّ الاقتصار على تزويدنا بالسلاح (لأنّ صاحبه لا يملك سلعة أخرى) يُخرج هذا الطرف من مصطلح «العالم» في نظر الدولة طالبة العون.
3
وإذا كانت الحكومات المعنيّة منتخبةً، زادت أهميّة الاعتبارات المذكورة لأنّ الناخبين سوف يحاسبونها تبعاً للإنجازات التي قدّمتها أو التي لم تقدّمها.
1
4
حين نقول «العالم» نعني أشياء كثيرة، لكنّه في مردوده السياسيّ على بلد ما يعني من يملك شيئاً مفيداً للبلد، تُلمس فائدته وتُقاس تجريبيّاً، ما ينعكس على حرّيّات السكّان ومستوى معيشتهم وتعليمهم وصحّتهم...
3
16
الهمّ الطاغي في لبنان كسب ثقة البلدان العربيّة والغربيّة القادرة وحدها على إقالة عثراته الاقتصاديّة وإخراج الإسرائيليّين من أرضه. وفي سوريّا، لا يكتم القادة والنقّاد تعويلهم على الخارج. فهو وحده يزيل العقوبات ويضمن الاستثمار ويدفع النظام القائم إلى التقيّد بمعايير مقبولة وعصريّة.
9
نجح قاتلو الحريري في جعل اغتياله بداية لمرحلة معتمة عُزل فيها لبنان عن عالم قُرّر أن لا يُحسب له حساب، مرحلةٍ اقترنت بالفقر والتراجع الذي طال الأصعدة جميعاً. وما لبث بشّار الأسد، وهو أحد الضالعين في الجريمة إيّاها، أن غطس وغطّس بلده في عزلة أمرّ وأقسى.
5
9
52
لا يُبنى مستقبل صلب على قراءة رخوة للماضي. فالمشكلة لا يحلّها النسيان ومواعظ العفو عمّا مضى، أو التركيز على هموم اليوم وطيّ صفحة الأمس، كما لا تحلّها الأجواء التي ترافق مناسبات التشييع، والتشييعُ تظاهرة لعواطف جريحة ومنبر لكلام مجروح.
1
1
35
إفلاس الاستقلال اللبنانيّ، وإفلاس استقلالات كثيرة أخرى في «العالم الثالث»، لم يعد يُخفيهما ويتستّر عليهما إلاّ مبدأ حقّ الشعوب. وهذا ما يحوج المُساجِل في أحقيّة الاستقلال لأن يتشدّق بالمبدأ القويم والمطلق ثمّ يعجز عن تقديم برهان عمليّ واحد يؤكّد أنّه مبدأ قويم ومطلق.
6
4
2
41
إذا كان الاستقلال هو ما تناله الشعوب، فما العمل حين لا يكون الشعب شعباً؟ هذا سؤال يتعدّى لبنان الذي ترجم مشكلته بالحروب الأهليّة وبموازاتها الحرب مع إسرائيل، إلى سوريا والعراق اللذين ترجما المشكلة بالانقلاب العسكري، حتّى إذا رحل مؤسّسا الطغيان الحديث فيهما انتقلا إلى حروب أهليّة.
1
23
الرواية «الثقافيّة» السائدة، وكما في أغلب الأحيان، إمّا قاصرة عن اللحاق بما أدركه الحسّ الشعبيّ تجريبيّاً، أو مُنكرةٌ ذلك كلّه، تستمدّ راحتها واطمئنانها من إجماع لفظيّ، بل تلفزيونيّ، صنعته اللغتان الرسميّة والإيديولوجيّة، حول عداوة «العدوّ الإسرائيليّ» الحصريّة.
1
2
21
كان الرئيس الراحل بورقيبة قد صدم ثقافة النقائض المطلقة حين اعتبر أن استقلال بلاده عن فرنسا يخسر الكثير من جدواه إن قاد إلى تردّي العلاقة بالثقافة الفرنسيّة. لكنّ هذا الموقف التاريخيّ لم ينطوِ، للأسف، على شيء من الجاذب الذي حظي به طريق الجزائر إلى استقلال معبّد بـ «مليون شهيد».
3
2
2
25
عدم تقديم ذريعة لإسرائيل في الماضي أعفى لبنان من التورّط في حربي 1967 و1973، فيما لم تقم سياسة أسلاف «حزب الله» إلاّ على توفير الذرائع: يصحّ هذا في «اتّفاق القاهرة» عام 1969 الذي قضى عمليّاً على هدنة 1949، ثمّ في إسقاط «مؤامرة» معاهدة 17 أيّار 1983.
5
6
33
العبارات الممانِعة الفقيرة والمتكرّرة التي تقلّ عن خمسٍ أو ستٍّ تشبه الجثّة، لا تنبض فيها سوى حجج مثقوبة يراد منها إقناعنا بأنّ الجثّة حيّة تُرزق، وأنّها، فوق هذا، مدجّجة بمنطق متماسك يفسّر حضورها ودورها.
إذا جاز لعبد الملك الحوثيّ أن يتحدّث عن «التفاف الشعب اللبنانيّ حول المقاومة»، فهذا ما يعرف اللبنانيّون، بمن فيهم محازبو «الحزب»، أنّه لا أكثر من حديث خرافة. فالكل يعلم أنّ الخلاف طال كل شيء تقريباً، وعلى ضفافه سقط دم وضحايا جمع بينهم كلّهم تحفّظهم على سياسات المقاومة وتوابعها.
2
22
من سمات الوعي السلطويّ، في لحظات جنوحه التآمريّ، ردّ الوقائع غير الملائمة إلى الإعلام بوصفه ما يتلاعب بالعقل ويزيّف الحقائق. هكذا لا تكون مسؤوليّة السياسيّين وتابعيهم ما يفضي إلى النهايات البائسة، بل مسؤوليّة حفنة من إعلاميّين وأصحاب رأي مأجورين ومضلّلين...
1
1
25
المراجعة التي تخدم التفاهم هي أكثر ما لا يحدث. فبدل التنقيب في النفس ومساءلتها، يسود الاعتصام بقول البسطاميّ «سبحاني ما أعظم شاني»، فيما تُردّ الطعنات التي تصيب عظمة العظيم إلى عوامل لا دخل لأيّ من أفعاله بها، لا من قريب ولا من بعيد.
10
ما يُقصد فعليّاً بعبارة كـ«ولّى زمن الهزائم» هو أنّ زمن الاعتراف بالهزائم ولّى.
29
2
137
وفي ثقافة الميليشيا، وفي عالم تحرير الحرب من قوانينها ومن معرفتها سواء بسواء، يتضاءل الكون خلف الذات الميليشيويّة إلى مجد أو فناء. هكذا يمتلئ ذاك القاموس بـ»العار» و»الرجولة» و»الشرف» و»الكرامة» و»أنزلناهم إلى الملاجئ» و»فرضنا عليهم التعتيم»... فيما البشر جثث مؤجّلة.
الدولة ليست مجرّد سلاح، بل عدد من الوظائف والمؤسّسات والخدمات التي لا تضمحلّ في حال انهزام سلاحها. أمّا الميليشيا فتنهض تعريفاً على السلاح، أدوارها منوطة بسلاحها وبالسيطرة التي يمكّنها منها. يعني هذا أن إعلان الهزيمة يعلن موت كلّ شيء آخر ومواجهة الواقع المُرّ.
يقال لنا مثلاً: «لستَ مهزوماً ما دمت تقاوم»، فيما التجربة الحيّة التي نعرفها تنفي مثل هذه الإطلاقيّة الخطابيّة والساذجة عن المفاهيم، بما فيها مفهوم المقاومة. ففي ظرف ما قد ينتهي الأمر بواحدنا مهزوماً بالضبط لأنّه يقاوم.
الخروج من حالة الحرب، أو حالاتها، لا يكتمل ولا يغدو نهائيّاً من دون الخروج من نظريّة الساحة، والإقرار بواقع الوطن الذي لا بدّ من تحييده العسكريّ حيال صراعات الخارج، وتالياً استرجاع السياسة والسيادة، والقرار وأدوات العنف، إلى دولة ذات مؤسّسات منتخبة.