إلى الرئيس
#أحمد_الشرع،
بلغني أن الناشط الإماراتي جاسم الشامسي زار
#سوريا مع عائلته قادماً من
#تركيا، وأن سلطاتكم قامت باعتقاله يوم الخميس الماضي دون أمرٍ قضائي أو توجيه تهمة واضحة، واقتادته إلى جهة مجهولة، وانقطع التواصل معه حتى الساعة.
ولا شيء يثبت أن الشامسي خالف قوانينكم أو لوائحكم، ولم نرَ له نشاطاً على أرض سوريا يناهض فيه حكم آل زايد في بلاده، وإنما جاء اعتقاله بناءً على توجيهات وصلتكم من الإمارة المارقة، فعلى إثرها تم احتجازه.
وتالله إن هذا الفعل، إن كانت نيتكم تسليمه للإمارات، يعدُّ صنفاً من النذالة لم يعرفه العرب الأقحاح من قبل، وهو عملٌ مذمومٌ تعافه النفوس الحرة، وليس من شيم العرب ولا أخلاقهم إلا إكرام الضيف، لا احتجازه في مكان مجهول وفصله عن عائلته. وهو لم يرتكب ذنباً، وإنما دخل سوريا مبتهجاً بعروبتها وأصالتها وكرم أخلاق أهلها.
وإن كنت لا تعلم، فإن الشامسي وغيره من مئات الإماراتيين المعتقلين والمطلوبين، كان جرمُ معظمهم تعاطفهم مع الثورة السورية، وتقديمهم العون والتبرعات للأسر المحتاجة، فعوقبوا أشد العقاب، ونُكِّل بهم، وعُذّبوا، وحوكموا مرتين على التهمة ذاتها حين انقضت مدة سجنهم.
ومن بين هؤلاء نسوة لم يرحمهن
#محمد_بن_زايد: مريم البلوشي، وأمينة العبدولي، وعلياء الإماراتية.
أمِنَ الدين والأخلاق والإنسانية أن أُسلِّم بيدي من وقف مع ثورتي، وضحّى بالغالي والنفيس، ولاقى ما لا يتحمله بشرٌ من أصناف التعذيب والمطاردة والقمع؟ ولمن أسلّمه؟ لشيطانٍ اجتمعت الأمة على فسقه وكفره وشرور أعماله!
شيطان كان من أشد مناصري
#بشار_الأسد حين تحوّلت بنوك دبي إلى مصرف لآل الأسد، تستقبل فيها أموال السوريين المنهوبة، وتُفتح أبواب الإمارات لعناصر النظام بلا حسيب ولا رقيب!
أتراهن على هذا الشيطان الذي سفك الدماء لتكسب رضاه ووده بتسليم معارضين أحرار نبلاء، يناضلون كما ناضلت ضد الظلم والقهر واستباحة الأعراض والأموال والآمنين؟
ومن قبلُ اعتقلتم الناشط المصري
#أحمد_المنصور مرتين، ذاك الذي قاتل بين صفوفكم، ثم أمرتموه ألا يدلي بتصريح ولا يعارض نظام
#السيسي. فصار ما كان مشروعاً لكم محرّماً على غيركم، وهذا – والله – لا يستقيم فيه ميزان العدل، وهو عند الله من أعظم الكبائر.
إن الأوطان لا تبنى بالظلم ولا تتوحّد بالغدر والنذالة، وإنما تُشاد وتُعمر بالعدل، وإن كان ثمن العدل غالياً. وإن بناءكم إن استمر على قمع هؤلاء الأحرار لهو بناء باطل فاسد، والله لا يصلح عمل المفسدين.
لا أناشدك، وإنما أنصحك: أفرج عن جاسم الشامسي فوراً، ليعود إلى عائلته، وليرحل عن سوريا التي ما عادت تحتمل وجود عربيٍّ حرٍّ على أرضها مرفوع الهامة والرأس ويعود من حيث أتى.