طوال ٨ سنوات حرب، كانت إيران والخميني يخططون ويحلمون بخسارة العراق للحرب، لكن ما حدث أن إيران هي التي تجرعت السم وخرجت مهزومة، غيّر هذا إيران بشكل جذري. العراق بالنسبة لها ليس شيئا عابرا، ليس سوريا أو اليمن، هو حلم، طموح، إستراتيجية خططت لها وفشلت. هو أكثر من مجرد "خط دفاع أخير"
العراق هو خط الدفاع الأخير عن إيران، ولذلك فليس متوقعا أن تتخلى عنه بسهولة، وإن قامت بتغيير مقاربتها فيه. التحليلات عن خطة أميركية للعراق حقيقية ومعلنة، لكنها حتى الآن ليست عنيفة، وقد لا تصبح كذلك، والمهم فيها أنها لن تتضمن صفقة مع إيران كما كان يجري الأمر لسنوات طويلة بعد الغزو الأميركي عام 2003. الأهداف الأمريكية صفرية، بمعنى أنها تسعى لطرد النفوذ الإيراني، بأشكاله الواسعة المختلفة.
الراجح أن تحقيق هذا الأمر لن يحصل بالقصف أو بالتدخل المباشر، بل بجملة عمليات استخبارية في العراق وإيران، تتزامن مع ضغط سياسي واقتصادي لعزل شخصيات عن المشهد،وتقديم أخرى معروفة بخصومتها مع إيران لموقع رئيس الوزراء ، وستكون شيعية أيضا.
لن تستسلم إيران بسهولة، لكن مع عدم وجود حرب، ومع انشغال إيران بالدفاع داخل حدودها، قد تفشل إيران في استخدام مالديها من قدرات ضغط داخلية وقد تلجأ في نهاية المطاف إلى عمل يائس بتنفيذ انقلاب عسكري تنفذه الفصائل المسلحة، سيكون مدخلا لصراع قاسي لكن نهايته هي إنهاء سلطة الميليشيات تماما بعد خسائر جسيمة.